إسرائيل تبني طريقًا يقسم غزة ويمنع النازحين من العودة للشمال في المرحلة التالية من الحرب
يقوم الجيش الإسرائيلي بتوسيع طريق عبر وسط غزة لتسهيل عملياته العسكرية، وهو جزء من خططه للحفاظ على السيطرة الأمنية على القطاع لبعض الوقت، وفقا لمسؤولي الدفاع.
الطريق المرصوف بالحصى هو واحد من عدد من الجهود الإسرائيلية لإعادة تشكيل تضاريس قطاع غزة - وإعطاء حرية الحركة العسكرية وفهم أكثر إحكاما على الأراضي التي كانت منصة الإطلاق لهجوم 7 أكتوبر الذي أودى بحياة حوالي 1200 شخص في جنوب إسرائيل وأثار الصراع الحالي.
يقسم الممر جنوب مدينة غزة، الذي يمتد ما يقرب من 5 أميال من الحدود الإسرائيلية إلى الساحل، غزة إلى قسمين، على طول شريط من الشرق إلى الغرب من الأراضي التي تحتلها القوات الإسرائيلية منذ أوائل الحرب التي استمرت أربعة أشهر.
سيسمح هذا للجيش الإسرائيلي بمواصلة التحرك بسرعة عبر القطاع على طول طريق آمن، حتى بعد انسحاب معظم القوات. يسيطر الجيش الإسرائيلي بالفعل على الطرق الرئيسية من الشمال إلى الجنوب في غزة.
يشكل الطريق جزءا من صورة ناشئة لكيفية استعداد الجيش الإسرائيلي للمرحلة التالية من الحرب، عندما يخطط للانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان والتركيز على الغارات المستهدفة ضد حماس، وهي جماعة إرهابية تعينها الولايات المتحدة.
يأتي بناء وتوسيع الطريق في الوقت الذي يقوم فيه الجيش الإسرائيلي أيضا ببناء منطقة عازلة يبلغ طولها كيلومتر واحد تقريبا داخل حدود غزة مع إسرائيل، حيث سيتم منع الفلسطينيين من الدخول.
حذر المسؤولون الأمريكيون إسرائيل مرارا وتكرارا من تغيير حدود غزة أو تقطيع أراضيها. لقد أعربوا علنا عن معارضتهم لإنشاء منطقة عازلة.
يهدف الطريق من الشرق إلى الغرب إلى استخدام دوريات حتى اكتمال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي يمكن أن تستمر أشهرا أو حتى سنوات، وفقا للمسؤولين الإسرائيليين، الذين يقولون إنهم ليس لديهم نية لاحتلال غزة بشكل دائم ولكنهم يخططون للحفاظ على "السيطرة الأمنية" داخل حدودها لفترة غير محددة. في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، تعهدت إسرائيل بالقضاء على تهديد حماس من غزة.
يمكن للطريق الذي تم تجديده أيضا أن يخلق بشكل فعال حزاما عسكريا عبر غزة يمكن أن يساعد في منع عودة حوالي مليون من سكان غزة الذين فروا إلى الجنوب وسط القصف الإسرائيلي والدعوات إلى عمليات الإجلاء في الأشهر الأولى من الحرب، وفقا للمحللين. قال أحد المسؤولين العسكريين إن القوات الإسرائيلية ستحرس الطريق لمنع هجمات المسلحين.
قال المسؤولون الإسرائيليون إنهم لا يعتزمون السماح للنازحين من غزة بالعودة على الأقل حتى تكتمل العمليات العسكرية في الشمال ويتم التوصل إلى اتفاق لإعادة ما يقدر بنحو 130 رهينة وإسرائيليين قتلى اختطفتهم حماس في أكتوبر.
قالت ميري إيسين، العقيد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، عن المدة التي تنوي إسرائيل استخدام الممر بين الشرق والغرب: "أود أن أسميها مؤقتة على المدى الطويل - بالتأكيد طوال عام 2024".
يخطط المهندسون القتاليون الإسرائيليون لتدمير المنازل والهياكل الأخرى على طول أجنحة الطريق ويضعون بالفعل قاعدة جديدة من الحصى لتوسيع الممر وجعله أكثر فائدة للجيش، وفقا للقطات التي تم بثها يوم السبت على القناة 14 الإسرائيلية. رفض متحدث عسكري التعليق على التقرير.
تظهر صور الأقمار الصناعية من فبراير المقدمة إلى صحيفة وول ستريت جورنال من قبل ماكسار تكنولوجيز، وهي مشغل للأقمار الصناعية مقره كولورادو، ما يبدو أنه طريق ترابي متعرج يقسم غزة، من خلال المزارع والمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة. تظهر الصور أنه يوازي طريقا مرصوفا قائما من الشرق إلى الغرب أبعد قليلا من الشمال.
قال جاكوب ناجل، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إن الطريق سيخلق فجوة واضحة بين شمال غزة وبقية الجيب. وقال إنه من غير المرجح أن يرتفع أي جدار بجوار الطريق، لكنه أضاف أنه يمكن أن يكون له نقاط عبور مختلفة من الشمال إلى الجنوب سيتم حراستها.
قال ناجل، زميل أقدم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "أعتقد أنه من الرمزي في الغالب التفريق بين الشمال والجنوب".
تحولت إسرائيل بالفعل في شمال غزة إلى ما تسميه المرحلة الثالثة من الحرب، حيث يتم استبدال تحركات القوات الكبيرة بغارات أكثر استهدافا. كانت المرحلة الأولى هي القصف الجوي لغزة في الأسابيع الأولى، تلاه الغزو البري الذي لا يزال جاريا في الجنوب.
يقدر المسؤولون الإسرائيليون أن ما بين 150،000 و200،000 من سكان غزة لا يزالون يعيشون في مدينة غزة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب 1.2 مليون نسمة.
