الحسيمة – اليوم24
في تطورات مثيرة لقضية شغلت الرأي العام المحلي والدولي، قضت الغرفة الجنحية التلبسية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة بتخفيض الحكم الصادر في حق مواطن مغربي إلى سنتين حبسا نافذا، بعد تورطه في قضية ذات طابع غريب تتعلق بـ بتر العضو التناسلي لسائح ألماني.
وكانت المحكمة الابتدائية بمدينة تارجيست قد أدانت المتهم سابقًا بـ خمس سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية، قبل أن يتم الطعن في الحكم وتخفيضه في الاستئناف، بعدما ظهرت معطيات جديدة غيرت مجرى التحقيق.
ملابسات مثيرة وغموض أولي
القضية تفجرت حين جرى نقل سائح ألماني إلى مستشفى محمد السادس بآيت يوسف وعلي في حالة صحية حرجة، وهو يعاني من إصابة خطيرة تمثلت في بتر عضوه التناسلي. التحقيقات الأولية التي باشرتها المصالح الأمنية أفضت إلى توقيف شاب مغربي يُشتبه في ضلوعه في العملية، حيث وُضع رهن الحراسة النظرية لتعميق البحث.
اعترافات مفاجئة للسائح
غير أن مجريات القضية اتخذت منعطفاً غير متوقع، بعدما أدلى السائح الألماني باعترافات صادمة، أكد من خلالها أنه هو من أقدم على بتر عضوه التناسلي بنفسه، تحت تأثير المخدرات، نافياً أي اعتداء من قبل المتهم المغربي.
ورغم هذه التصريحات، تابعت النيابة العامة المغربي بمجموعة من التهم المرتبطة بحيازة واستهلاك والاتجار في المخدرات، إلى جانب مخالفات مرورية خطيرة مثل قيادة سيارة بدون رخصة، وغياب التأمين والفحص التقني.
أحكام قضائية في حق الطرفين
استنادًا إلى الوقائع الجديدة، قررت المحكمة تخفيض الحكم في حق المتهم المغربي إلى سنتين نافذتين بدل خمس سنوات. في المقابل، تمت إدانة السائح الألماني ابتدائيًا بـ ستة أشهر حبسا موقوف التنفيذ، بتهمة استهلاك المخدرات وتقديم بلاغ كاذب، وهو الحكم الذي تم تأييده استئنافياً.
رسائل مستخلصة من القضية
تعكس هذه القضية حجم المخاطر المرتبطة بتعاطي المخدرات وتأثيرها المدمر على السلوك البشري، إلى جانب التبعات القانونية الكبيرة التي قد تنجم عن البلاغات الكاذبة، خاصة حين يكون فيها طرف أجنبي فوق التراب الوطني.
كما تفتح القضية النقاش حول دور المؤسسات الصحية والنفسية في التعامل مع حالات الإدمان، خصوصًا عندما تتجاوز التصرفات حدود السيطرة العقلية، وقد تؤدي إلى نتائج مأسا