قاعات افراح هي معاناة سكان حي باب العقلة بتطوان .
تطوان - الغزاوي رضوان
في قلب مدينة تطوان، وتحديدًا في حي باب العقلة، يواجه السكان معاناة يومية بسبب الضجيج الصادر عن قاعات الأفراح والمناسبات. تعمل هذه القاعات بدون وقت محدد، مما يحول حياة السكان إلى كابوس مستمر. والأمر الذي يزيد من حدة المشكلة هو ما يتردد عن تواطؤ السلطات المحلية مع أصحاب هذه القاعات، مما يترك السكان في حالة من الإحباط واليأس.
_ ضجيج بلا حدود
لا يخفى على أحد أن قاعات الأفراح تمثل جزءًا حيويًا من الثقافة الاجتماعية، حيث تُقام فيها الاحتفالات والمناسبات السعيدة. ولكن عندما تقع هذه القاعات في قلب المناطق السكنية، وتعمل بدون ضوابط زمنية، تتحول الفرحة إلى مصدر للإزعاج.
يقول أحد سكان الحي: "نعيش تحت وطأة ضجيج مستمر، الموسيقى الصاخبة، وأصوات الضيوف، والألعاب النارية، وحركة المرور المتزايدة. لا نستطيع النوم أو الراحة في منازلنا."
_ تأثيرات سلبية متعددة
التأثيرات السلبية لهذا الضجيج لا تقتصر على الاضطرابات البسيطة. فالسكان يعانون من اضطرابات النوم المستمرة، مما يؤدي إلى مشكلات صحية مثل الإرهاق المزمن والتوتر. يقول أحد الأطباء المحليين: "الضجيج المستمر يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للسكان، حيث يزيد من مستويات القلق والاكتئاب."
_ تواطؤ السلطات
من الأمور المثيرة للقلق أن هناك ادعاءات بتواطؤ السلطات المحلية مع أصحاب القاعات. يشير السكان إلى أن شكاواهم لا تُؤخذ بجدية، وأن القوانين المتعلقة بالضجيج لا تُطبق بحزم. يقول أحد الناشطين المحليين: "لقد قدمنا العديد من الشكاوى، ولكن لم يحدث أي تغيير. يبدو أن هناك مصالح مشتركة بين بعض المسؤولين وأصحاب القاعات."
_ الحلول الممكنة
لمعالجة هذه المشكلة المتفاقمة، يقترح السكان والناشطون عدة حلول:
1. **تحقيق شفاف**: يجب إجراء تحقيق مستقل في ادعاءات التواطؤ ومحاسبة المسؤولين المتورطين.
2. **تحديد ساعات العمل**: فرض ساعات محددة لإقامة الحفلات، بحيث تنتهي قبل منتصف الليل.
3. **استخدام عوازل صوتية**: إلزام القاعات بتركيب عوازل صوتية للحد من انتقال الضوضاء.
4. **تطبيق القوانين بصرامة**: مراقبة مستويات الضجيج وفرض غرامات على المخالفين.
5. **التواصل مع المجتمع**: إشراك السكان في اتخاذ القرارات وتلقي شكاويهم بجدية.
قاعات الأفراح في حي باب العقلة بتطوان تُشكل جزءًا من التقاليد الاجتماعية، ولكن يجب أن تكون هناك توازن بين الاحتفال واحترام حقوق الجيران. السكان يستحقون العيش في بيئة هادئة بعيدًا عن الضجيج المستمر. وعلى السلطات المحلية أن تتخذ خطوات جادة وفعالة لحل هذه المشكلة، وضمان تطبيق القوانين بشكل عادل دون تواطؤ أو تحيز.
يظل الأمل معقودًا على أن تجد أصوات السكان آذانًا صاغية، وأن تعود الراحة والهدوء إلى حي باب العقلة، لتكون الأفراح مناسبات سعيدة للجميع دون استثناء.