تحدي جبال تلاسمطان: صراع الإرادات فوق قمم المغرب الشاهقة
رضوان الغزاوي ____________ 14 ماي 2024
في الثاني عشر من مايو 2024، نظمت جمعية رندوريف فعالية تحدي جبال تلاسمطان، التي انطلقت من مدينة تطوان متجهة نحو مدينة شفشاون، قبل أن يبدأ المشاركون صعودهم نحو قمم تلاسمطان الشاهقة. هذا التحدي لم يكن مجرد اختبار للقوة البدنية والعزيمة فحسب، بل كان أيضًا فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة وتقدير التنوع البيئي الذي تزخر به المنطقة.
الإعداد والانطلاقة
المغامرة بدأت من تطوان، حيث اجتمع المشاركون في الساعات الأولى من الصباح ليتوجهوا نحو شفشاون. في هذه المدينة الساحرة، التي تُعرف بأزقتها الضيقة وبيوتها الزرقاء، تمكن المشاركون من الحصول على قسط من الراحة قبل البدء في التحدي الحقيقي.
بعد البداية الصعب التي قادها الفريق مع طقس مشمس وصل اخيرا الى منتزه الشويحات ، حيث وجبة الفطور التي تم اعدادها مسبقا فتم منح 10 دقائق من اجل الفطور والتمتع بجمالية منتزه الشويحات بعد الانتهاء بدأ المشاركون صعودهم تضاريس تلاسمطان المعروفة بقسوتها، لم تكن سهلة على المشاركين. الارتفاعات الجبلية في المنطقة تقدم تحديًا حقيقيًا حتى لأكثر المتسلقين خبرة. الطريق الممتد عبر صفية الثلج كان من اكثر الاماكن جمالية بدا الفريق يتوغل نحو قمة تيسوكا هذا المسار كان يتطلب جهدًا بدنيًا وعزيمة لا تلين.
المناظر الطبيعية الجميلة كانت توفر الإلهام والدافع للمشاركين من اجل مواصلة التحدي في جبال تلاسمطان، مع غاباتها الكثيفة ومنحدراتها الحادة، قدمت خلفية رائعة لهذه المغامرة الفريدة، خلال التحدي واجه المشاركون عدة ارتفاعات صعبة، بدءًا من الارتفاع من 600 متر في شفشاون وصولاً إلى 2100 متر في قمة تيسوكا. كل مرحلة من مراحل الارتفاع كانت تحمل تحدياتها الخاصة، من المنحدرات الحادة والصخور المتفككة إلى الأجواء المتقلبة والرياح الهادئة التي كانت تصب في صالح الفريق .
التحدي لم يكن مجرد اختبار للقدرات البدنية، بل كان أيضًا فرصة للمشاركين لتعميق فهمهم وتقديرهم للبيئة الطبيعية. الكثير من المشاركين أبدوا تأثرهم الشديد بالجمال الطبيعي للمنطقة وبالحاجة الملحة لحماية هذه البيئات الهشة. من خلال هذا التحدي، سعت جمعية رندوريف إلى رفع الوعي حول أهمية المحافظة على البيئة وتعزيز السياحة البيئية والمغامرات الخارجية كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة.
تحدي جبال تلاسمطان كان أكثر من مجرد سباق أو مغامرة بدنية، بل كان رحلة في أعماق النفس والطبيعة. المشاركون، الذين تحملوا الصعوبات وتغلبوا على التحديات، خرجوا من هذه التجربة برؤية أعمق لأهمية الحفاظ على الطبيعة والمساهمة في جهود الحماية البيئية. هذه التجربة، بكل تأكيد، ستبقى في ذاكرة كل من شارك فيها لسنوات طويلة.