بين جبال الشمال وألسنة البحر: رحلة إلى قرية بليونش وجبل موسى مع جمعية رندوريف
في قلب جوهرة الشمال المغربي، تتوسط قرية بليونش بين جبالها الشاهقة والبحر الأبيض المتوسط، مكمناً للجمال الطبيعي والتاريخ العريق. تجسد هذه القرية رمزاً للمقاومة والثبات، حيث استطاعت دفاعًا عن نفسها وعن تراثها من الهجمات الاستعمارية عبر العصور. وفي يوم مشمس من أيام الربيع، قامت جمعية رندوريف بتنظيم رحلة استكشافية لاكتشاف هذه الجوهرة الخفية، وأنا كنت جزءاً من هذه التجربة المثيرة.
بدأت الرحلة في مدينة تطوان الجميلة، حيث اجتمعنا كأعضاء في جمعية رندوريف في ساعات الصباح الباكر. كان الجو مليئاً بالحماس والشغف لمغامرة جديدة، وكانت الأمل تتجدد في قلوبنا لاكتشاف أسرار الطبيعة والتاريخ في هذه الرحلة المنتظرة. بعد استعدادنا وتجهيزنا، انطلقنا في سياراتنا باتجاه الشمال، متوجهين نحو بليونش، قرية الجوهرة التي تجمع بين جبال الشمال والبحر المتوسط.
وصلنا إلى بليونش في وقت قصير ، ولم يكن هناك شك في أن هذه القرية كانت تستحق لقب "جوهرة الشمال" بكل جدارة. توجد بليونش في واحدة من أجمل المواقع الطبيعية في المغرب، حيث يتقاطع جمال البحر الأبيض المتوسط مع جبال الريف الخلابة. كانت القرية تنبض بالحياة والنشاط، مع سكانها الودودين والمرحبين الذين استقبلونا بذراعين مفتوحتين، لقد جذبتنا رائحة الخبز البلدي في الفرن التقليدي ورائحة المسمن والحلويات التقليدية باحدى شوارع بليونش فتوقفنا لاخذ البعض من هذه المعجنات الرائعة .
بدأت الرحلة بجولة مشي قصيرة في شوارع القرية، حيث تعرفنا على بنيتها التقليدية والمعمار الريفي الساحر. كانت المنازل مبنية بشكل جميل ، مع أزقة ضيقة تمتد بينها وتتفرع في كل اتجاه. وفي كل زاوية كانت هناك لمسات من التراث الثقافي المغربي، من الألوان الزاهية إلى الزخارف الفنية الجميلة.
بعد ذلك، انطلقنا في رحلة صعود إلى قمة جبل موسى، الذي يعتبر أحد أهم المعالم الطبيعية في المنطقة. بدأ الصعود بحماس وحماس، وسط مناظر طبيعية خلابة وأجواء مليئة بالحيوية. كانت المناظر تتغير بين الجبال الشاهقة والوديان الخضراء والأشجار المتنوعة، مما جعل الرحلة أكثر إثارة وتشويقاً.
بعد مسيرة شاقة ومجهدة، وصلنا أخيرًا إلى قمة جبل موسى. كانت الإطلالة من القمة مذهلة، حيث تمتد البحر الأبيض المتوسط بلا حدود إلى الأفق، وتنساب أشعة الشمس على الجبال المحيطة بنا بألوان مذهلة. إنه منظر بانورامي لا يمكن تجاوزه سوى على قمة جبل موسى، حيث تأخذك الحسرة والشدة إلى مدينة سبتة المحتلة ذات الموقع الاستراتيجي . ومن جهة الشمال، سيظهر لك جبل طارق الشامخ، الذي شهد معارك قادها أبطال هذا الوطن اما عن الشرق سيظهر لك الميناء المتوسط الذي قيل ما قيل عنه انه وحش افريقيا . لقد كانت لحظة ساحرة ومميزة، ولم يكن يمكننا إلا أن نشعر بالدهشة والتقدير لجمال هذه الطبيعة الخلابة.
ومن هناك، استمرت رحلتنا نحو جزيرة ليلى، الجوهرة الأخرى في هذه الرحلة الساحرة. بعد رحلة بحرية ممتعة، وصلنا إلى جزيرة ليلى، حيث استمتعنا بجماليات الشواطئ الذهبية والمياه الصافية الزرقاء. قضينا وقتاً ممتعاً في استكشاف الجزيرة واسترخاء على الشاطئ، مع التمتع بأشعة الشمس الدافئة ونسمات الهواء العليلة.
لقد كانت هذه الرحلة إلى بليونش وجبل موسى وجزيرة ليلى تجربة لا تنسى . كانت فرصة لاكتشاف جمال الطبيعة والتاريخ العريق في هذه المنطقة الساحرة من المغرب، ولقاء بالثقافة والتراث المحليين الذين أضافوا طابعاً خاصاً إلى هذه الرحلة المميزة.
عليك بزيارة قرية بليونش التي تعد من اجمل الوجهات السياحية في شمال المملكة المغربية . ولا تنسى ان تقوم برفع التحدي وصعود قمة جبل موسى التي سوف تقدم لك لوحة فنية لم تشاهدها من قبل ،ولا يخفى عليك انه تحت الجبال الشاهقة لموسى توجد جزيرة ليلى المنفية عن الوطن .
يمكنك متابعة انشطة جمعية رندوريف لكي تاخذك في استكشاف اماكن في المغرب العميق و تتخذ جمعية رندوريف من مدينة تطاون مقرا لها.