بدأت الحكومة النيجيرية رسميًا استخدام الذرة المعدلة وراثيًا اعتبارًا من الأسبوع الماضي، في خطوة تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي في البلاد. وزير الدولة للزراعة، سابي عبد الله، أكد أن هذه الخطوة ستساعد نيجيريا في سد فجوة الإنتاج الغذائي.
الخلفية والجدل
فيما تنتقد النشطاء استخدام المحاصيل المعدلة وراثيًا، تؤكد الحكومة أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مثل هذه المنتجات في البلاد. الناشطون يرون أن قرار الحكومة بالمضي قدمًا في إنتاج هذا النوع من الذرة، رغم الاحتجاجات العامة، يعكس ثقافة الإفلات من العقاب المنتشرة في نيجيريا.
فيليب جاكبور، المدير التنفيذي لشركة رينيفلين للتنمية، يقول إن الحكومات المتعاقبة في البلاد تتجاهل المبدأ التحوطي في تعاملها مع المنظمات البحثية الأجنبية، خاصة فيما يتعلق بنشر واستخدام التجارب في النظم الغذائية التي تستهدف أفريقيا.
الوضع الزراعي والتحديات
تمتلك نيجيريا حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، وهو ما يعادل تقريبًا 6 أضعاف مساحة غانا والسنغال مجتمعتين. ومع ذلك، تواجه البلاد حاليًا أعلى معدلات التضخم في أسعار الغذاء على الإطلاق. الهجمات المستمرة ضد المزارعين في جميع أنحاء البلاد أدت إلى شل قطاع الأغذية، الذي يعاني بالفعل بسبب رفع دعم البنزين وانخفاض قيمة العملة.
في النصف الأول من عام 2023، قتل مسلحون نحو 130 مزارعًا واختطفوا 37 آخرين في نيجيريا، وفقًا لموقع يتتبع الأمن النيجيري. بالإضافة إلى ذلك، هناك شكاوى مستمرة من قلة مساعدات الغذاء في شمال شرق نيجيريا.
الفوائد المحتملة
في ظل نقص الغذاء المزمن، يقول أنصار الأغذية المعدلة وراثيًا إن التكنولوجيا يمكن أن تسهم بشكل كبير في سد الفجوة الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي. يأتي إطلاق هذا النوع من الذرة بعد نحو 4 سنوات من موافقة الحكومة النيجيرية على طرح اللوبيا المعدلة وراثيًا في الأسواق، والتي كان من المتوقع أن تساعد على زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.
الدعم والتطوير
تم تطوير تكنولوجيا الذرة المعدلة وراثيًا من قبل مؤسسة التكنولوجيا الزراعية الأفريقية، بتمويل من مؤسسة بيل وميليندا غيتس والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. يُنفذ المشروع حاليًا في 4 دول أفريقية أخرى: إثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا وموزمبيق. يعتقد أنصار الأغذية المعدلة وراثيًا أن هذه الذرة ستساعد في سد العجز السنوي للإنتاج في نيجيريا، حيث تنتج البلاد حاليًا حوالي 12 طنًا متريًا من الذرة، أي أقل بـ6 ملايين طن من الكمية المطلوبة البالغة 18 مليون طن متري.
رغم المخاوف المتعلقة بالسلامة وانتقادات النشطاء، تستمر نيجيريا في استخدام الذرة المعدلة وراثيًا كمحاولة لسد أزمة الغذاء المتفاقمة. يبقى الأمل في أن تسهم هذه التكنولوجيا في تحقيق الأمن الغذائي وتحسين الأوضاع الاقتصادية والزراعية في البلاد، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها.