شهادات طبية أمريكية تكشف عن مآسي الحرب الإسرائيلية في غزة
أطباء وممرضون أمريكيون وثّقوا مآسي الحرب الإسرائيلية في غزة خلال زياراتهم للمستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل هناك. إثر هذه المهمات، قرروا تسليط الضوء على الأزمة الصحية الحادة في القطاع بهدف الضغط على الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، لاتخاذ خطوات عاجلة.
نقص الإمدادات والمعدات الطبية
في المستشفيات، يتوقف علاج المرضى أحياناً، ويموت الناس نتيجة نقص معدات أساسية مثل القفازات والأقنعة والصابون. في بعض الحالات، اتخذت قرارات صعبة مثل التوقف عن علاج طفل يبلغ من العمر سبع سنوات مصاب بحروق شديدة بسبب نقص الضمادات، واعتقاداً أنه لن ينجو على أي حال.
تجارب ميدانية
آدم حموي، جرّاح عسكري من نيو جيرسي، زار مناطق نزاع وكوارث طبيعية عديدة على مدى الثلاثين عاماً الماضية، منها حصار ساراييفو وزلزال هايتي. بعد عودته من مهمة في "المستشفى الأوروبي" في غزة في مايو الماضي، قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "لم أرَ هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين من قبل. غالبية مرضانا كانوا أطفالاً دون الرابعة عشرة". وشدد على ضرورة توفير المساعدات الإنسانية بكميات كافية، قائلاً: "يمكنكم التبرع بالكثير، لكن لن يجدي ذلك نفعاً إذا لم تُفتح الحدود لإدخال المساعدات".
شعور بالمسؤولية
أكد حموي، مثل العديد من زملائه، على أهمية الضغط لإنهاء الحرب وإلزام إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي للسماح بإيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع. مونيكا جونستون، ممرضة عناية مركزة من بورتلاند، ذكرت أنها قدّمت قوائم بالمعدات الضرورية إلى مسؤولي البيت الأبيض والمنتخبين. كانت هذه أول مهمة إنسانية لها، وأوضحت أنها لا تتابع الأخبار ولا تشارك في الأنشطة السياسية، لكنها استجابت لنداء جمعية طبية في الخريف الماضي.
صعوبات وتحديات
توجه فريق من 19 شخصاً من الجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية إلى غزة، محملين بمعدات لم تكن كافية للتغلب على التحديات الكبيرة مثل نقص الطواقم الطبية وشح الأدوية ومنتجات النظافة الصحية. شعرت مونيكا بالذنب عندما تذكرت الطفل الذي توقفوا عن علاج حروقه، وكيف بدأت الديدان في أكل جروحه بعد يومين.
عائلات مدمرة
عمار غانم، طبيب طوارئ من ميشيغن، روى كيف كانت عائلات بأكملها تصل إلى المستشفى بعد القصف الإسرائيلي. استذكر صبياً يبلغ من العمر 12 عاماً فقد عائلته المكونة من 30 فرداً في القصف واضطر إلى المساعدة في البحث عن جثثهم بين الأنقاض.
العمليات البرية في رفح
في مايو، أثارت العمليات البرية في رفح الذعر في نفوس الطواقم الطبية، مستعيدين الذكريات الأليمة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة. منذ عودتهم، يشعر الأطباء والممرضون الأمريكيون بالذنب تجاه المرضى والزملاء الذين تركوهم في ما وصفته الأسرة الدولية بـ"جحيم غزة". قال آدم حموي: "أشعر ببعض الارتياح عندما أروي ما عاينته. فهذا لا يقل أهمية عما فعلناه هناك".