شهدت العاصمة المغربية الرباط، صباح اليوم الأحد 20 يوليوز 2025، مسيرة شعبية حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، تعبيرًا عن الغضب الشعبي المتزايد تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من تجويع وحصار وقتل ممنهج، وسط تواطؤ دولي وصمت عربي.
المسيرة، التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، رفعت شعارات قوية ضد الاحتلال الإسرائيلي وداعميه، ونددت بالتطبيع العربي مع الكيان، معتبرة أن الصمت الرسمي يُعد شراكة في الجريمة. كما عبّر المشاركون عن تضامنهم الكامل مع غزة، ورفضهم التام لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
صوت النساء عالٍ ضد التطبيع والتجويع
في كلمة مؤثرة، عبّرت حسناء قطني، نائبة منسقة حركة "مغربيات ضد التطبيع"، عن استياء نساء المغرب من استمرار سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، قائلة: "نحن هنا من أجل أطفال غزة، من أجل شيوخها ونسائها، من أجل الصامدين الذين يتعرضون يوميًا للموت البطيء وسط صمت دولي مخزٍ". وأضافت: "نقولها بصوت عالٍ: لا للتطبيع، لا للتواطؤ، والمغرب لن يكون يومًا جزءًا من هذا الظلم التاريخي".
دعوات لإسقاط التطبيع ومحاسبة المطبعين
بدوره، أكد عبد الحميد أمين، أحد رموز الجبهة الداعية للمسيرة، أن الشعب المغربي يقف دومًا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأضاف: "هذه المسيرة امتداد طبيعي لمواقف المغاربة المناهضة للعدوان والإمبريالية"، مشيرًا إلى أن التطبيع مع الكيان الصهيوني لا يمثل الإرادة الشعبية. وتابع: "نقول لا للتطبيع لأنه دعم مباشر لكيان مجرم، ولا نرضى أن يُمارس مسؤولونا سياسة التطبيع بينما الشعب يُجسّد التضامن".
العدل والإحسان: لا لتجميل الجريمة
ومن جهته، قال محمد حمداوي، مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة العدل والإحسان، إن المغرب "لا يمكنه أن يستمر في علاقات طبيعية مع كيان يرتكب جرائم إبادة في حق المدنيين". وأكد في تصريح له أن “التاريخ لن يرحم المتواطئين، كما أن الشعوب الحرة لن تسكت عن خذلان حكوماتها”، مشيدًا بصمود المقاومة الفلسطينية وموجّهًا التحية لكل من يدافع عن الحق الفلسطيني.
اليسار المغربي يدين التواطؤ الدولي
جمال العسري، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، اعتبر أن ما يجري في غزة يمثل "واحدة من أشنع جرائم العصر الحديث"، وقال: "نحن هنا لأننا نرفض التهجير القسري، ونقف ضد التجويع والإبادة والتدمير". وأضاف أن التواطؤ العربي والصمت الغربي شجع الاحتلال على المضي في مخططاته الإجرامية، داعيًا إلى تحرك عاجل وقطع العلاقات مع إسرائيل.
وفي ختام المسيرة، رفع المحتجون شعارات موحدة تطالب الحكومة المغربية بالتراجع عن مسار التطبيع، ودعوا المنتظم الدولي إلى التحرك الفوري لوقف المجازر المرتكبة في غزة. كما شددوا على أن الشعب المغربي سيواصل دعمه غير المشروط للقضية الفلسطينية، ولن يصمت عن أي شكل من أشكال التطبيع أو التواطؤ.